"الحمار العربي... والراكب الأمريكي"

التعليقات · 41 الآراء

قصة قصيرة لها علاقة بما جرى ويجري وسيجري لعربستان

 
في زمان ليس ببعيد، وتحديدا عند غروب الشمس على سهول جرداء من الكرامة والحرية، ظهر في الأفق راع أمريكي أنيق، يرتدي قبعة الكاوبوي ونظارات شمسية فاخرة من Ray-ban، ممتطيا حمارا عجيب الشكل... لم يكن حمارا عاديا، بل كان على هيئة خريطة الوطن العربي، الحمار يحتوي ذاخله على ملايين من الحمير! من المحيط "الهادر" إلى الخليج "الثائر".
كان الراكب يمسك اللجام المصنوع من النفط والدولار، ويصرخ كلما تباطأ الحمار:
– "أرا أرا!"
فيسرع المغرب نحو التطبيع.
– "شا شا!"
فتنخفض أسعار الخبز في مصر لتعود لترتفع.
– "أرا أرا!"
فيهرول الخليج نحو التطبيع وتلميع.
– "شا شا!"
فتسكت الشعوب ويزداد عدد المسلسلات.
كان الحمار العربي صبورا، يتحمل الأوامر، ينظر بخجل إلى مأسي شعبه، يساق من حرب إلى حرب، ومن قمة إلى قمة، ومن مؤتمر إلى مهزلة.
كلما حاول أحد أطرافه أن يرفس أو يعترض، يقرع على رأسه بعصا اسمها "الفيتو" أو يغرى بحفنة من "المساعدات المشروطة".
مرت السنون، وكبر الحمار، وتغيرت وجوه الرؤساء والرعاة و كبار الحمير، لكن الراكب الأمريكي ظل في مكانه، يغير فقط طريقة الصراخ:
– "دمقرطه!"
– "حرره!"
– "قسمه!"
– "اعتقله!"
وفي كل مرة، كان أحد الحمير يهز رأسه ويقول لنفسه:
"المهم هو أن لا أصبح سوريا التالية..."
وفي النهاية، عند الغروب الأخير، قال الراعي الأمريكي وهو يتثاءب:
"والله حمار ممتاز… لكنه يحتاج تحديث بين الفينة والأخرى."
ثم صرخ للمرة الأخيرة: – "شا شا يا عربستان!"
فضحك الحمار الكبير، ومضى مطأطئ رأس.
التعليقات